يسمه تعالى
لقد سبق وأن أجبنا على ذلك الإستفسار الذي تقدمت به الأخت معصومة
ونزيد هنا بالقول أن الدوال الست التي يعبر بها عن معاني الأشياء هي : ( اللفظ والكتابة والخط والإشارة والعقد والنصب ) ولا يختلف حجم الإنطباعات والتأثر النفسي والتجاذب من كلا الطرفين منشىء أحد تلك الدوال والمتلقي لها متى ما حصل التأثير والإنطباع في النفس بالمعنى المقصود كالتعبير عن معنى الحب بصورة القلب أو طيرين يقبلان بعضهما أو باللفظ الصريح أو ما يؤدي معناه ونحو ذلك , وإن كان بعضها أقوى من بعض وأكثرقدرة على خلق التجاذب العاطفي بين الجنسين(الذكر والأنثى) عند التخاطب المباشر وغير المباشر المتقابل وغير المتقابل بترتيب أعلى مراحله الى أدناها بالنحو التالي :
صور المحادثة الشفوية :
1 ـ المشاهدة العينية المباشرة مع المحادثة الشفوية
2 ـ المشاهدة العينية غير المباشرة عبر كاميرات التصوير والعرض على شاشة الحاسب الآلي مع المحادثة الشفوية
3 ـ المحادثة الشفوية بدون المشاهدة العينية وهي موضع السؤال في غرض السائلة
صور المحادثة الكتابية:
1 ـ المشاهدة العينية المباشرة مع المحادثة الكتابية
2 ـ المشاهدة العينية غير المباشرة عبر كاميرات التصوير والعرض على شاشة الحاسب الآلي مع المحادثة الكتابية
3 ـ المحادثة الكتابية بدون المشاهدة العينية وهي موضع السؤال في غرض السائلة.
ولا فرق في حرمة تلك المخاطبات والمكاتبات لإستوائهما في الحكم بناءاً على ما بيناه في جوابنا السابق وتأديتها الى نفس النتيجة السلبية التي ستؤول اليها المحادثات الشفوية عبر المايك إذا كانت بين الفتاة وشخص أجنبي مالم تتأطر في إطار شرعي كأن يكون معلوم الهوية والقصد من ورائه هو الرغبة في اعلان التقدم للخطبة بقصد الزواج والإقتران .
وأما قول السائلة بأن تكون هناك محادثات كتابية هادفة تقوم بها الفتاة وليست عشوائية في اختيار الاشخاص الذكور بل انتقاء للاشخاص الذين يكونون على مستوى من الالتزام والثقافة والعلم الذكور .. حتى تصب هذه المحادثات في افادة الطرفين والدخول في حواريات هادفة دينية كانت أو اجتماعية أو ثقافية ،،، وطبعا فيما لا يوجب الوقوع في الحرام وذلك بسبب التزام الضوابط وحدود الاحترام من الطرفين .
فالذي أحب ان انوه به وأنبه الأخت السائلة اليه هو أنه يجب على المرأة المسلمة الملتزمة رعاية أربعة أمور خاصة بها بحكم انتمائها للدين وما يمليه عليها من التزامات :
1 ـ المبدأ ( مراعاة قيم المرأة وثوابتها السلوكية العرض الحياء العفاف النجابة )
2 ـ العقيدة ( الإلتزام بالوظائف التي تمليها عليها الشريعة الإسلامية )
3 ـ الإلتزام الخلقي ( بحكم التغاير الجنسي وضرورة تجنب كل ما من شأنه خدش الحياء والعفة والشرف والسمعة والإبتعاد عن مواطن التهمة والشبهة )
4 ـ حفظ حرمة العرض عن الإبتذال وعدم التطبع بما يوجب التسيب الأخلاقي والإنفلات اللا مسؤول وعلى وجه الأخص الولوج الى عالم الإنترنت وضرورة التوقي من المفرزات الخطيرة التي باتت تهدد استقرار المجتمع الإسلامي وقيمه ومثله العليا الأمر الذي يتطلب صحوة ويقظة ووعي وأخذ الحيطة قدر الإمكان من السلبيات والسموم التي باتت تنفثها وتبثها جهات استعمارية مجهولة في أدمغة وعقول شبابنا الذي أصبح ضحية التسارع المحموم في التجاوب مع اغراءاته ومصائده ودسائسه ومؤامراته.
والحواريات التي يقمن بها بعض الفتيات لغير الضرورة المسوغة مع أشخاص غير معلومي الشخصية ولا معلومي الهوية ولا الإنتماء الدينى أو الجهة التي تقف وراءهم والخوض معهم في شؤون تعني بالمناحي الثقافية والدينية والعقائدية والإجتماعية أمور يجب عليهن الكف عنها واجتنابها للحيلولة دون فتح المنافد للتصيد والعبث بمشاعرهن وأفكارهن وعقائدهن والوقيعة بهن والوصول بهن الى أمور لا تحمد عقباها الى ما هنالك من المخاطر التي يجب أخذ الحيطة والحذر الشديدين منها.